تحضير نص وداع للسنة الاولى متوسط الجيل الثاني
تقرأ في هذا الموضوع
تحضير نص وداع
نص فهم المنطوق وداع
عِنْدَمَا همَمَتُ بِاخْترِاقِ الْبَابِ بَعْدَ أَنْ وَدَّعْتُ أَهْلَ الْمَنْزِلِ اسْتًوْقَفَتْنِي جَدَّتِ الْبَاكِيَةُ وَقَذَفَتْفيوَجْهِي بِبَعْضِ الْمِلْح أَلاَ رَحِمَهَا اللّهُ ! لَقَدْ أَرَادَتْ بِذَلِكَ أَنْ تَضْمَنَ رُؤْيَتِي مَرَّةً أُخْرَى. وَلَكِنَّ الْمَوْتَ خَيَّبَ آمَإلىهَا وَسَارَتِ الْقَافِلَةُ في الظَّاَم حَوْلَ غُاَمٍ على عَتَبَةِ الشَّبَابِ لِتُوَدِّعَهُ عِنْدَ مَحَطَّةِ الْقِطَارِ هَذِهِ الْمُعَتَّمَةِ الْمَعْزُولَةِ الْمُتَوَاضِعَةِ.
وَكَانَتْ مِئَاتُ الْخَوَاطِرِ تصَطَرعِفي نفْسِهِ وَكَانَ الْمُسْتَقْبَلُ يَتََاقَصُ أَمَامَ مُخَيَّلَتِهِ بِصُوَرٍ شَتَّى تَتَبَايَنُ تََامَ التَّبَايُنِ عَنِ الصُّوَرِ إلىتِي تَكْشِفُ عَنْهَا الأَيَّامُ بَعْدَ ذَلِكَ. كُلُّ هَذَا وَعَيْنَاهُ لاَ تَكَادَانِ تُبَارِحَانِ وَجْهَ وَالِدِهِ الْقَلِقِ الْحَزِينِ، إلىذِي كَانَ يَنْظُرُ إلى ابْنِهِ يَبْتَلِعُهُ الْبِعَادُ دُونَ أَنْ يَعْرِفَ على وَجْهِ التَّدقِيقِ، الْمَصِرَ إلىذي يَنْتَظرُهُ.
وَفَجْأَةً تَرَدَّدَفيسُكُونِ اللَّيْلِ صَفِرٌ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بَدَأَ دُخَّانٌ أَبْيَضُ فِي سَحمْةَ اللَّيْلِ تَتَخَلَّلَهُ شَرارَاتٌ حَمْراءُ، فَترَدَّدَ فِي قَلْبِي صَفِيرٌ مِثْلَ صَفِيرِه وَتَطَايَرَتْ شَرارَاتٌ مِثْلَ الشرَّارَاتِ فَقَدْ تَبَيَّنْتُ فِي الظَّلاَمِ الْحَالِكِ شَبَحَ الْقَاطِرَةِ وَهْيَ تزَفْر لِتَكْبَحَ مِنْ جِمَاحهِا حَتَّى تَتَمَكَّنِ مِنَ الْوُقُوفِ عِنْدَ الْمَحَطَّةِ، لَنْ أَنْىَ مَا حَيِيتُ الدَّمْعَتيَنْ اللَّتَينْ تَرَقْرَقَتَا فِي عَيْنَيْ وَالِدِي وَهْوَ يُعَانِقُنِي الْعِنَاقَ الْأخِيرَ فَلَقَدْ تَحَوَّلَتَا بَعْدَ ذَلِكَ إلى جَوْهَرَتَين أُرَصِّعُ بِهِامَ ذِكْرَيَاتِي وَمَا كِدْتُ أَصْعَدُ أَنَا وَرَفِيقِي الْغُرْفَةَ حَتَّى عَادَتِ الْقَاطِرَةُ تَسْتَجْمعُ أَنْفَاسَهَا وَتُسْمِعُ هَدِيرَهَا. ثُمَّ تَزَحْزَحَتْ ثُمَّ سَارَتْ ثُمَّ انْطَلَقَتْ فِي الظَّلاَم مُوَلْوِلَةً صَارِخَةً لاَ تَلْوِي عَلىَ شَيءٍ.
عبد الحميد بن جلّون
التعريف بالكاتب
عبد المجيد بن جلون، الكاتب والأديب المغربي، وُلد في الدار البيضاء عام 1919. بدأت حياته برحيله مع والده إلى مانشستر في سن الخامسة، وعاد إلى فاس في التاسعة. حصل على تعليمه الابتدائي والثانوي في فاس، ودرس الأدب في جامعة القاهرة، حاز على دبلوم المعهد العالي للتحرير والترجمة والصحافة في نفس المدينة.
شارك في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة وشغل منصب الكاتب العام فيه حتى استقلال المغرب. كان جزءًا من حركة تحرير الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي من يد الفرنسيين. نشر مقالات في الصحف والمجلات العربية والدولية حول قضية المغرب قبل استقلاله.
عاد إلى المغرب بعد استقلاله في عام 1956 وتولى رئاسة تحرير جريدة “العلم”، ثم انضم إلى وزارة الخارجية وشغل منصب وزير مفوض، وأصبح سفيرًا للمغرب في الباكستان. كتب بتنوع في الأجناس الأدبية، وأترك لنا مؤلفات ونصوصًا تعكس واقع المغرب وتاريخه وثقافته ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي.
من بين مؤلفاته، يبرز “وادي الدماء” كقصة تسلط الضوء على مراكش، وفي فترة طفولته، كتاب “في الطفولة: سيرة ذاتية” الذي نُشر لأول مرة في مجلة “رسالة المغرب” في عام 1949، وقد جسّدت هذه السيرة الذاتية أسلوبًا جديدًا في الأدب المغربي.
أسئلة الفهم
- س: كيف كانت حالة الجدة النفسية وهي تودع الغلام الشاب؟ ج: كانت الجدة باكية.
- س: ماذا قذفت في وجهه؟ ولماذا؟ ما رأيك في سلوكها هذا؟ ج: قذفت في وجهه الملح، وكان ذلك رد فعل عاطفيًا منها بسبب الحزن عند وداعه. يمكن اعتبار هذا السلوك تعبيرًا عن الألم والفقدان.
- س: لماذا فكر الشاب في مغادرة عائلته؟ وهل كان مرغمًا؟ كيف؟ ج: فكر الشاب في مغادرة عائلته بحثًا عن عمل يضمن به مستقبله، ولم يكن مرغمًا على ذلك. كان قراره نابعًا من رغبته في الاستقلال وتحسين وضعه المعيشي.
- س: كيف كانت حالة الأب وهو يودع ابنه؟ وهل شعر الابن بذلك؟ ج: كان الأب قلقًا حزينًا، وشعر الابن بتأثير ذلك على حالة الأب وقلقه الشديد.
- س: كيف استقبل الابن الصفير الذي سمعه، والدخان الأبيض، والشرارات الحمراء؟ ج: استقبل الابن الصفير الذي سمعه، والدخان الأبيض، والشرارات الحمراء بألم، حيث كانت هذه العلامات تجلب له الحنين وتذكيره بالفراق المؤلم.
- س: ماذا أثر في الشاب أكثر وهو يهم بركوب القاطرة؟. ج: أثرت دموع الأب أكثر في الشاب وهو يهم بركوب القاطرة، فكان لحظة الفراق تركت أثراً عاطفياً قوياً على قلبه.
- س: بماذا شبه الابن دمعتي أبيه لحظة الفراق؟ ج: شبه الابن دمعتي أبيه لحظة الفراق بجوهرتين، مما يعكس القيمة الكبيرة التي يمنحها لأبيه لحظة الوداع.
شرح المفردات
- هَمَمْتُ: أردتُ، أحببتُ، عزمتُ.
- سَحْمة اللّيل: سَوادُه.
- تزفر: تحدث صوتًا مسموعًا.
الفكرة العامة
-
النص يسلط الضوء على الأجواء الحزينة لحظة فراق الابن لعائلته، ويظهر الألم الذي يعانيه الابن وحزن العائلة عند وداعه.
الأفكار الأساسية
- خروج الابن من البيت في جو كئيب.
- تردّد الابن وحيرته ممّا ينتظره.
- وصول القطار ورحيل الابن.
المغزى العام من النص
- الأسرة تُعتبر مصدرًا للراحة والأمان، ويجب الحفاظ على التواصل والعناية بأفرادها لتجنب آثار الفراق القاسي والألم العاطفي.